مواضيع وأخبار طبية

ضرس العقل

:نشر فيه 18 May, 2016

ضرس العقل هو الضرس الثالث الدائم الذي يبزغ في سن متأخرة ويتزامن بزوغه مع فترة بلوغ الإنسان سن الرشد، ويكون بين عُمُرَى الثامنة عشرَ و الخامسة والعشرين ولذلك سمي بضرس العقل وفي الحقيقة أنه ليس له أيّ علاقة بالعقل أو الرشد غير العلاقة آنفة الذكر.

وهو في عصرنا الحاضر أكثر الأسنان عرضة للإنطمار وعدم البزوغ ، و أحيانا لا يتكون أصلا. وهذا الذي دعى كثيرا من الناس لاعتباره ضرسا زائدا ليس له وظيفة. ويمكن تفسير ذلك بنظرية التكيف البيئي، ففي العصور القديمة كان الناس يأكلون أصناف جامدة وغير مطبوخة والتي كانت تؤدي الى تآكل الأسنان نتيجة لاحتكاكها القوي ببعضها البعض. 
هذا بالاضافة الى كبر الفكين في ذلك العصر مما يسمح بتكون ضروس العقل وبزوغها سليمة بلا متاعب. وقد تغير ذلك اليوم بتغير طرق ونوعية الأكل الى طرق اكثر رقة وأكل أكثر ليونة مما قلل من تآكل الأسنان وصغر المسافة المخصصه لبزوغ ضرس العقل مما يتسبب في انطماره. 
ولا ننسى ان نشير الى العامل الوراثي أيضا والذي نتج بسبب التزاوج بين الأعراق المختلفة في عصرنا الحاضر، مما أدى الى تزايد تشوهات الأسنان والفكين ومن ضمنها تزاحم الأسنان وخاصة ضروس العقل. 

مشاكل ضرس العقل
* تختلف المشاكل باختلاف وضع ضرس العقل. فعندما يكون فى وضعه الطبيعي قد يصعب الوصول اليه لتنظيفه مما يؤدي الى تراكم الجير والكلس وهما المسببان الرئيسيان للتسوس والتهاب اللثة المحيطة.
وأحيانا أخرى يكون بزوغه غير كامل مما يجعله مغطى باللثة جزئيا. وأهم المشاكل المصاحبه في هذه الحاله التهاب اللثة المغطية للضرس وتكون جيب لثوي قد يمتلئ بالجير وبقايا الطعام، التي يصعب ازالتها مما يؤدي الى مزيد من الالتهاب ويعرض الضرس الى التسوس.
كما ان الأطباق قد يتسبب في التهاب اللثة المغطية للضرس أثناء المضغ، مسببا التهاب بكتيريا مؤلما جدا يسمى ب البيريكورونايتس (Pericornoitis).
وفي الحالات المتقدمه قد يتسبب مثل ذلك الالتهاب الى خراج لثوي وأحيانا الى عدم القدره على فتح الفم. مما يدخل المريض في دوامة الألم المستمر. 
وفي الكثير من الأحيان تكون ضروس العقل منطمرة ومدفونة تماما داخل عظم الفك، أو ببساطة يفشل بزوغها. وقد يؤدي ذلك الى الضغط على بقية الأسنان أو تكون كيس مرضي (Cyst). والضرس المطمور يأخذ أشكالا مختلفة تتراوح بين الوضع الأفقي والمائل في اتجاهات مختلفة مما يكون سببا في عدم بزوغه أحيانا.

* تزاحم الاسنان :
* عادة ما يعاني الناس من تزاحم في الأسنان الأماميه وخاصة بعد سن العشرين ويستمر التزاحم مع كبر السن. ويعتبر ذلك 
طبيعيا جدا كنتيجة لعدة عوامل أختلف العلماء في صحتها.
النظرية القديمة تلوم ضروس العقل كونها تبزغ في هذه 
الفترة من الزمان فانها تضغط على الأسنان وتسبب تزاحمها. وشاع خلع ضروس العقل كاجراء روتيني لمنع تزاحم الأسنان وخاصة لهؤلاء الذين عدلوا أسنانهم بالتقويم. 
وبعد دراسات أخرى أكثر حداثة أثبت العلماء ان السبب الحقيقي ليس ضروس العقل وانما يعود الى طريقة نمو الوجه والفكين وخاصة الفك السفلي، وان نموه الذي يمتد الى ما بعد عمر العشرين ونمو الأنسجة المحيطه يشكلان السبب في تزاحم الأسنان وليس ضروس العقل، لأن كثير من الناس الذين ليس لديهم ضروس عقل أو الذين خلعوها مازالوا معرضين الى تزاحم الأسنان. 
وفي ظل وجود هذه الدراسات انقسم أطباء الأسنان الى من يؤيد النظرية الأولى وأخرون يؤيدون النظرية الثانيه. والصحيح ان النظريتين صحيحتين ويمكن ان تقدما سوية، السبب المشترك خلف تزاحم الأسنان. وبطبيعة الحال قد يختلف السبب باختلاف الانسان ووضع ضروس عقله ونموه.